محتوى المقال
بدأت الحاجة إلى نظام الدورات الإلكترونية منذ عدة عقود عندما أصبحت مجالات العمل في حاجة إلى العديد من المهارات المتطورة التي لم تكن بالضرورة ضمن المناهج الدراسية في ذلك الوقت. ثم تطور الأمر لتصبح دورات التعلم عن بعد متنفسا للعديد من الأشخاص الذين يريدون اكتساب مهارات جديدة تساعدهم على البدء بالعمل أثناء الدراسة، أو القيام بعمل إضافي إلى جانب وظائفهم، أو حتى تغيير مجال عملهم بالكامل.
كما لعبت الدورات التعليمية والتدريبية عبر الإنترنت دورا كبيرا في إثراء الحياة الفكرية والثقافية عندما اتجه العلماء والمتخصصين إلى الاستعانة بها لمعرفة أسرار النجاح في وسائل الإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي للوصول بخبراتهم إلى أكبر عدد ممكن من الناس واستكمال الجانب الإعلامي في رسالتهم.
وكذلك بادرت العديد من الجامعات والمؤسسات بوضع دوراتها ودروسها التعليمية على الإنترنت ليستفيد منها كل فرد في تعلم شيء جديد في أي وقت ومكان، وفي أي مجال حتى لو كان خارج تخصصه العلمي ومجاله الوظيفي.
ونتيجة لتفاعل الأفراد والمؤسسات مع الثورة التكنولوجية الهائلة في مجال الدورات الإلكترونية واتجاه العالم إلى التعليم عن بعد لا سيما خلال فترة جائحة كورونا، زاد عدد الدورات التدريبية عبر الإنترنت إلى حد الازدحام وأصبح من الضروري وضع بعض المعايير التي تساعدنا في اختيار الدورات التدريبية الأنسب والأكثر نفعا لنا.
وفيما يلي بعض النصائح التي ترشدنا إلى كيفية اختيار أفضل دورات التعلم عن بعد، بعضها يتعلق بالطالب وبعضها يتعلق بالمجال والجزء الأخير يتعلق بالمكان أو مقدمي الدورات.
أولا ما يتعلق بالطالب
هناك عدة نصائح أو معايير يجب على الطالب استيفائها عند اختيار الدورات التدريبية ومنها.
تحديد الهدف
ما هو هدفك من التعلم؟ هل هو خطوة نحو إقامة مشروع؟ أم لثقل بعض المهارات؟ أم لتمضية الوقت في تعلم أشياء جديدة؟ أم غير ذلك.
يعينك تحديد الهدف على قياس نجاح الدورات التدريبية في بلوغ الهدف منها، وتحديد الخطوة التالية لها. إذا ما كنت تريد الحصول على شهادة باجتياز الاختبارات؟ أو شهادة بحضور الدورة؟ أو إذا ما كان يكفيك اكتساب المهارات وإن لم تحصل على شهادة؟
تحديد مجال التعلم
إذا كنت لم تستقر بعد على مجال دراسة أو عمل محدد، فعليك بتمضية بعض الوقت للاطلاع على مختلف المجالات من خلال العديد من الدروس والمحاضرات التي يزخر بها الإنترنت، حتى تستقر على المجال الذي تشعر فيه بالارتياح والرغبة في الاستمرار مع توقع النجاح فيه إلى حد أن تكون قادرا على تعليمه أيضا والاستثمار فيه بما يعوض نفقاتك على تعلمه ويزيد أرباحك أيضا.
تحديد الوقت المتاح
لابد من معرفة الوقت المتاح لاختيار الدورات المناسبة، سواء كنت موظفا مقيدا بساعات عمل محددة، أو طالبا تريد البدء بالعمل أثناء الدراسة، أو شخصا متفرغا تماما للحصول على الدورات. مع العلم بأنه ليس من الحكمة اكتساب مهارة في عشر أيام، كان يمكنك اكتسابها في ساعتين بقليل من تنظيم الوقت.
تحديد طريقة التعلم
ما هي أفضل طريقة للتعلم بالنسبة لك؟ هل الاستماع إلى المحاضرات؟ أم مشاهدتها والتفاعل معها؟ أم قراءة الكتب الإلكترونية؟ وبناء على الطريقة التي تفضلها اختر الدورة التدريبية الأنسب لك.
تحديد المبلغ المخصص للتعلم
لابد من معرفة المبلغ الذي يمكنك دفعه مقابل الحصول على بعض الدورات الإلكترونية؟ قبل البدء في أحدها، فإذا كنت تملك المبلغ الكافي لأخذ دورات تعلم عن بعد متكاملة والحصول منها على الدعم الاستشاري اللازم لبدء مشروعك، فابدأ على الفور. أما إذا كان ما معك لا يكفي إلا للحصول على مقدمة دورة مثلا أو بضع محاضرات فقط، فيمكنك الاعتماد على نفسك في البحث عما ينقصك تعلمه من الدورات المجانية ومشاهدة العديد منها لتجميع المعلومات اللازمة وتقليل الخسائر التي قد تتكبدها لحين تحصيل الخبرة اللازمة إلى حدها الأدنى. وأما إذا لم تكن تملك شيئا من المال يمكنك من الالتحاق بأي من دورات التعلم عن بعد المتعلقة بمجال اختيارك وكنت تملك الوقت الكافي لاكتساب الخبرات بنفسك، أو كنت هاويا لا تحتاج إلى إنفاق المال في اكتساب الخبرات اللازمة لإقامة المشاريع، فعليك بالمحاضرات المجانية ولا تضع وقتك في ملء استمارات الدورات المدفوعة، أو مفاوضة أصحابها على الحصول عليها مجانا.
ثانيا اختيار الدورات المناسبة
التخطيط
تحتاج لاختيار نوعية الدراسة التي تريدها إلى التخطيط وتحديد الهدف منها كما ذكرنا من قبل، وأيضا إلى وضع خطة للسنوات القليلة القادمة من حياتك. وقد يتأتى ذلك بالبحث عبر الإنترنت ومشاورة المحيطين بك والاطلاع على معطيات الواقع والظروف المحيطة.
اختيار المجالات غير التقليدية
لابد من الاطلاع على المجالات التي يقبل الناس على تعلمها أو يحتاجون إلى خدماتها بشكل أكبر في الوقت الراهن، ولعل من هذه المجالات في وقتنا الحالي: مجالات الذكاء الاصطناعي AI والبرمجة وصناعة الروبوتات وتصميم الألعاب وإنترنت الأشياء IOT والتسويق عبر الإنترنت والطيارات بدون طيار والطباعة الثلاثية وتطوير التطبيقات، وإذا كنت في موقع اتخاذ القرار في شركتك أو وظيفتك فربما يكون من المفيد لك جدا الالتحاق بدورات استشراف المستقبل.
مستوى الدورة
لا تتصور أن المستويات المتقدمة من الدورات ستقفز بك إلى الأعلى متجاوزة الوقت والتكلفة الذين كان يجب إنفاقهما للحصول على الدورات الأساسية أو التمهيدية. فالطيار لا يستطيع أن يحلق في الأجواء العالية ما لم يتعلم السير على ممرات الإنطلاق إلى الأعلى. ولكن كلما تجاوزت مستوى فلا تنظر خلفك وانطلق إلى الأعلى منه مباشرة.
لابد من تعلم السير على ممرات انطلاق الطائرات قبل التحليق في الأجواء
ما الذي سوف تستفيده من الدورة؟
اقرأ بعناية المنهج المقدم لك وما الذي يتعهد بمنحه إياك في النهاية، وقارن بينه وبين مناهج نفس الدورة في أماكن أخرى، وتأكد من كفاءة وخبرات مقدمي الدورة.
ثالثا اختيار المعهد أو مقدم الدورة
يهتم المتحدثون في المحاضرات الجماهيرية بتقديم أنفسهم وإجابة السؤال: لماذا يجب على الجمهور أن يثقوا في ما يقولونه؟ وبمعنى آخر ما هي مؤهلاتهم العلمية وخبراتهم التي تؤهلهم لتعليم الجماهير وإعطاء النصائح والإرشادات؟
وهذا ما يجب أن تعرفه عمن يقدمون لك الدورات التدريبية سواء كانوا أفرادا أو معاهد أو مؤسسات؛ ما هي مؤهلاتهم وخبراتهم وإمكانياتهم العلمية والمادية التي تمكنهم من تقديم كورس مفيد لك؟
الإمكانات المادية والتكنولوجية
طالما اخترنا دورات التعلم عن بعد وعبر الإنترنت فلا بد من التأكد من أن البرنامج أو التطبيق المستخدم يسمح للمتدربين بالحصول على المعلومات بشكل ميسر وتفاعلي، ومن ثم قياس مقدار الاستفادة من هذه المعلومات بشكل عادل. حتى لا يفاجأ المتدرب بكميات كبيرة من المعلومات المعقدة أو من ضعف وسائل التواصل مع المدربين وقلة وسائل الإيضاح.
المرونة
تعد المرونة من أكثر مميزات دورات التعلم عن بعد وعبر الإنترنت، سواء من حيث الوقت أو توافر المواد التعليمية عند الحاجة. أما الدورات التي تقيدك بالوقت والأسلوب كأنظمة التعلم العادية فقد تزيد من أعبائك وتربك جدولك اليومي وتفقدك أكبر مزايا التعلم عبر الإنترنت.
مساعدتك عمليا
توفر بعض الدورات التدريبية خدمة الاستشارات المجانية لفترة زمنية محددة أو بعدد محدد من الاستشارات، لا سيما بالنسبة لتلك الدورات التي يهدف المتقدمين لدراستها إلى إنشاء مشروعات خاصة بهم أو ما شابه. حيث يحتاجون إلى الاستعانة بأصحاب الخبرة في مواجهة العقبات التي تواجههم في بداية الطريق. كما قد تساعد بعض المعاهد والمؤسسات في تسهيل الحصول على فرص عمل من خلال علاقاتها كجزء من الدعاية لها بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من المتدربين. فإذا كنت ستتجه إلى الالتحاق بدورات تعلن عن استعدادها لتقديم مثل هذه المساعدات وترجحهم هذه النقطة لديك عن باقي الدورات المماثلة، فلابد من تحديد كيفية تقديم هذه الخدمات بدقة، ولا تكتفي بعروض المساعدة العامة، ما أمكن ذلك.
البدائل المادية
يوفر بعض مقدمي الدورات بدائل متعددة للدفع كتخفيض الرسوم أو الاقساط الشهرية، كما قد تقدم بعض الدورات بعض المحاضرات المجانية لمساعدة الراغبين في الالتحاق بها على اتخاذ قرار استكمال الدروس المدفوعة.
بعض أهم مواقع التعليم عبر الإنترنت عربيا وعالميا
- أكاديمية حسوب: تعد من أكبر مواقع التعليم عبر الإنترنت في العالم العربي، وتقدم دورات في مختلف المجالات المتعلقة بعلوم الحاسوب ودورات تطوير واجهات المستخدم ودورات تطوير التطبيقات. وتعتمد على التدريب العملي وتحدد لك بدقة ما الذي يمكنك عمله بعد الحصول على دوراتها.
- أكاديمية PioneersNow: من المواقع العربية أيضا التي تمنح دورات تدريبية عملية في مختلف مجالات التجارة الإلكترونية وإنشاء المواقع وبرامج التسويق الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي.
- Udemy: من المواقع العالمية التي توفر العديد من الدورات التدريبية في عدة مجالات كالتكنولوجيا وإدارة الأعمال والصحة وغيرها، كما تقدم بدائل مادية متنوعة بدء من المحاضرات المجانية ومرورا بالخصومات المتكررة وعروض الفصول الدراسية.
- تقوم بعض المعاهد والجامعات كمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد وغيرهما بتقديم دورات جامعية مفتوحة في إدارة الأعمال مثل التسويق والاتصالات والقيادة.
- Coursera: تقدم شهادات ما بعد الثانوية بتكاليف أقل من التكاليف الجامعية، كما تغطي دوراتها عدة مجالات كالتطوير المهني وعلم النفس والتاريخ والأدب وغيرها.
- أليسون: تقدم عدد كبير من الدورات المجانية في مجالات متعددة كالتكنولوجيا واللغات والعلوم ومحو الأمية المالية والمهارات الشخصية والناعمة وريادة الأعمال.
- LinkedIn Learning: يقدم الكثير من الدورات التدريبية في مجالات التعليم والفن والتصميم والأعمال والتكنولوجيا. كما يقدم شهر مجانا لمساعدة الملتحقين على اتخاذ قرار الالتحاق!
10. Codecademy: للمهتمين بتعلم الترميز مجانًا. ويقدم مختلف أنواع البرمجة، بما في ذلك JavaScript و Ruby و HTML و CSS و Python.
لا شك أن الذين اهتموا مبكرا بمجال دورات التعلم عن بعد وعبر الإنترنت حققوا أرباحا رائعة في فترات الحجر الصحي أثناء جائحة كورونا، كما أنهم كانوا حائطا منيعا ضد تخلخل بعض أنظمة التعليم أو تعرقلها، ولكن الدرس الذي تعلمه الجميع هو ضرورة استمرار التعلم ووضع البدائل الإلكترونية وغير الإلكترونية تحسبا لأي ظروف أو تطورات، ولازال المجال مفتوحا للتعلم وتحقيق الأرباح الأدبية والمادية وتعليم الآخرين عن بعد.
…..
المراجع

كيف تصبح إنستجرامر ناجحا؟
كيف تصبح إنستجرامر ناجحا؟ سؤال يجب أن يجيب عليه كل صاحب حساب على الإنستجرام.
فحتى لو لم يكن هدفك من إنشاء حساب على الإنستجرام هو الربح فمن المؤكد أنك تحب أن يكون حسابك ناجحا. فمن منا لا يحب أن يرى إعجاب الآخرين بعمله، لا سيما إن كان هذا العمل يعتمد على كل ما هو إبداعي وخلاق. ومن المثير حقا أنك حتى وإن لم تكن تسعى في البداية إلى الربح فإن نجاح موقعك سيجعل الربح يسعى إليك، لاستثمار هذا النجاح.

كيف تنجح في العمل عن بعد؟
بينما يسألك المسؤلون في العمل التقليدي عما تحمله من مؤهلات للحصول على وظيفة ما؟ نسألك في العمل الحر؛ ما الذي يمكنك تقديمه؟ فكل مجال على الإنترنت له من يحتاج إليه؛ ومهما كانت مهاراتك ونوعية الخدمات التي يمكنك تقديمها ستجد العمل المناسب لها. ولكن السؤال هو: كيف تنجح في العمل عن بعد؟

كيف تصبح مبرمجا ناجحا؟
لا شك أن مجال البرمجة هو أحد أهم مجالات العمل على الإنترنت إن لم يكن أهمها وأعلاها سعرا. إذ تتزايد حاجة الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الاستعانة بمطوري البرامج المستقلين، كما يمكن للمبرمج إطلاق بعض التطبيقات المجانية وتحقيق إيرادات جيدة من خلال الإعلانات التي تظهر عليها وعروض الاشتراك بها. ومن خلال هذه التطبيقات يمكن أيضا بيع البضائع، وإجراء عمليات الشراء، وغير ذلك من مصادر الدخل التي تزخر بها صفحات الويب وإعلانات الشركات، وكل ما تحتاجه منك للفوز بها هو الدراسة الجادة والقدرة على الابتكار.

كيف تصبح يوتيوبر ناجحا في 2024؟
ارتبط اليوتيوب كعمل إعلامي بمجالات الحياة العامة بشكل كبير لا سيما في الفترة الأخيرة، حيث أصبح من السهل على كل أحد أن يتواصل مع الآخرين ويعرض ما لديه من مواهب ومهارات وخدمات وأن يكوِّن لقناته جمهور. وربح اليوتيوب من وراء الإعلانات التي يعرضها على هؤلاء الجماهير وجعل جزء من هذه الأرباح لأصحاب القنوات والفيديوهات التي تعرض تشجيعا لهم على الاستمرار وتقديم المزيد والأفضل، وبدأ البعض يتخذ من اليوتيوب مصدرا حقيقيا للدخل أو بجانب مصادر أخرى، وظهرت في حياتنا الحديثة مهنة جديدة تماما وهي مهنة اليوتيوبر.