لا شك أن مجال البرمجة هو أحد أهم مجالات العمل على الإنترنت إن لم يكن أهمها وأعلاها سعرا. إذ تتزايد حاجة الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الاستعانة بمطوري البرامج المستقلين، كما يمكن للمبرمج إطلاق بعض التطبيقات المجانية وتحقيق إيرادات جيدة من خلال الإعلانات التي تظهر عليها وعروض الاشتراك بها. ومن خلال هذه التطبيقات يمكن أيضا بيع البضائع، وإجراء عمليات الشراء، وغير ذلك من مصادر الدخل التي تزخر بها صفحات الويب وإعلانات الشركات، وكل ما تحتاجه منك للفوز بها هو الدراسة الجادة والقدرة على الابتكار.
وإليك بعض العوامل التي تساعدك على التميز والتطور سريعا في هذا المجال.
- الاهتمام بالتعلم خارج النطاق الأكاديمي: وتخطيه إلى تعلم متطلبات العمل في الحياة الواقعية. فبينما تمنحك الدراسة الأكاديمية -كما يرى البعض- الكثير من القواعد الأساسية وربما بعض القواعد القديمة التي قلما تستخدم في الوقت المعاصر، يظل التعليم خارج النطاق الأكاديمي أكثر مرونة وتفاعلا مع متطلبات الواقع.
- المشاركة في المنتديات والفعاليات: إذا كانت المشاركة في المنتديات وطرح الأسئلة على البعض والرد على أسئلة البعض الآخر أمرا حيويا للمستقلين عموما من أجل التواجد والانتشار، فإنه أكثر أهمية في حياة المبرمج. إذ يساعده شرح ما لديه للآخرين والإجابة على استفساراتهم على اكتشاف ثغرات معرفته والعودة إلى ما لديه من كتب ودروس لسد هذه الثغرات وتأكيد فهمه هو نفسه وزيادة تمكنه من أدواته. كما تمنحه الثقة والقدرة على معالجة الأمور عند ممارسة العمل. ومن المنتديات الشهيرة في هذا المجال منتدى Stack Overflow.
المبرمج الناجح هو من يتعلم دائما كل جديد
- التمتع بالمرونة الاجتماعية واتساع دائرة العلاقات العامة: فتصور أنك تستطيع إنجاز العديد من الأعمال الرائعة، ولكن لا احد يعلم عنها فلن تحقق مكاسب تذكر، أما العمل على تسويق علامتك وأعمالك وبيان ملامح تميزها، مع جعل التواصل معك أمرا ميسورا، فجدير بدفعك إلى صفوف الناجحين في هذا المجال.
- التعامل بثقة وعدم الخوف من تجربة الأكواد الجديدة: ففي حين يجعلك الخوف من إفساد الأكواد محجما عن التغيير فيها وتجربة أفكار جديدة، يتيح لك التغيير والابتكار المزيد من التميز والنجاح، ولا يعني ذلك إجراء تغييرات عشوائية وإنما أن يكون المبدأ دائما هو التجديد والتجربة والإقبال بثقة على ما بين يديك بناء على دراستك الواعية وخبراتك المتراكمة، وإن كان الثمن المزيد من الجهد وعشرات المحاولات والتعديلات من أجل الوصول إلى كود مميز ومشروع أو تطبيق جديد.
- أسرار البرمجة: لن يخبرك هذا المقال بخبايا عالم البرمجة والأكواد وأسرار كبار المبرمجين، وإنما سيخبرك بكم هو من الهام جدا أن تكتشف بنفسك هذه الخبايا وتلك الأسرار ولن يكون ذلك إلا باتخاذ مبدأ التعلم المستمر والتطلع إلى معرفة كل جديد في مجالك. ومن المؤلفات التي ينصح بها بعض الخبراء كتاب
Code Complete: Book and Online Course Bundle
وهو عبارة عن كتاب ودورة تدريبية، ألفه “ستيف ماكونيل” باللغة الانجليزية يقع في 950 صفحة ويمكن الاستفادة منه مهما كان مستوى احتراف القارئ.
وكذلك كتاب Java How to Program
حيث يقدم الإصدار الحادي عشر تغطية محدثة لـ Java SE 8 وإمكانيات Java SE 9 الجديدة ، بما في ذلك JShell ونظام Java Module Systaem وموضوعات Java 9 الرئيسية الأخرى.
- الممارسة المستمرة: لا شيء يفيد علامتك الخاصة ويثقل موهبتك ويظهر كفاءتك كالممارسة المستمرة، وليس بعد اختيار مجال البرمجة وتعلمه إلا العمل الشاق وانجاز عشرات المشاريع، وسوف تجد مئات الأفكار الجديدة والمشكلات العالقة التي يمكنك العمل عليها وتنفيذها شرط أن تصل الليل بالنهار. ويفضل أن تبدأ بالمشاريع الأسهل ثم الأكثر تعقيدا حتى تتحول البرمجة إلى شغف لديك، ويتحول البحث عن الحلول والمعالجات لديك إلى متعة كبرى.
ويوجد بوطننا العربي بعض الأكاديميات التي تهتم بالتدريب العملي كأكاديمية “حسوب”، والتي تتيح لك أيضا فرصة العمل من خلال موقعي مستقل وخمسات.
وكذلك من المواقع المفيدة للممارسة والتدريب العملي موقع github الذي يتيح لك رفع مشاريعك والحصول على آراء باقي الأعضاء والقيام بالتعديلات اللازمة ومن ثم تجميع أفضل مشاريعك وعرضها، كما يتيح الموقع لك فرصة الانضمام إلى مجموعات عمل أو دعوة بعض الأفراد للمشاركة في مشاريعك للاستفادة من النقد ووجهات النظر المختلفة. كما يمكنك أيضا المشاركة في منتديات الأسئلة والأجوبة مثل Software Engineering Stack Exchange ومحاولة الإجابة عن الأسئلة الصعبة. أو الانضمام إلى تحديات البرمجة على منصات مثل CodeChef وCoderbyte وProject Euler وغيرها.
- مخزون المشاريع الخاصة: من النصائح المفيدة أيضا دراسة ومحاكاة المشاريع الموجودة بالفعل حتى يتم اتقانها ثم البدء بوضع الإضافات عليها. مع التنبيه على عدم اللجوء إلى جوجل لمعرفة طريقة حل المشكلات قبل الحصول على الفرصة الكافية للتفكير وابتكار الحلول.
وبعد ذلك يمكنك البدء بعمل مشروع صغير خاص بك وآخر وثالث، حتى يكون لديك مخزون من المشاريع.
فكما يقول خبراء المجال: إن أهم سؤالين في أي مقابلة عمل هما: “ما الذي بنيته؟” و “ما هو مستودع Git الخاص بك؟”
وهذا يعني أنه يجب عليك معرفة كيفية استخدام أنظمة التحكم في الإصدارات مثل GitHub الذي سبق وتحدثنا عنه.
- قيد أفكارك: بمجرد أن تخطر في ذهنك فكرة أو حل لمشكلة ما أو طريقة معالجة سارع وقيدها بالكتابة ولا تؤجل تقييدها حتى لا تنساها، كما يُنصح بكتابة الأكواد على ورق أبيض قبل وضعها على الكمبيوتر حتى يمكنك تصحيح وتغيير ما شئت.
- لا تكتفي بكتابة كود نهائي يعمل، بل عليك كتابته مرة أخرى للتأكد من أنه يعمل بكفاءة تحت أي ظرف، ثم كتابته مرة ثالثة للتأكد من أنه يعمل بكفاءة وبشكل ممتع. كما ينصح خبراء المجال. إذ لو اكتفى الفنان بإصدار عمل يستوفي الشروط الفنية دون النظر إلى ما يحتاجه الجمهور ويمتعه، لما استطاع أن ينال تصفيق الجماهير وصيحات إعجابهم.
- صفحة جديدة: إذا أردت تصحيح بعض الأكواد فابدأ بالكتابة على صفحة جديدة وتلافي فيها الأخطاء السابقة ولا تحاول التصحيح على نفس الورقة، لأنك قد تفاجأ بجيش من الأخطاء الغير متوقعة من جراء كتابة أو تعديل أو إزالة الكود القديم، أو نسيان بعض الامور.
المبرمج الذي يقوم بتعديل بعض الأكواد كمؤلف الروايات الذي يغير إحدى شخصيات روايته، فإما أن يغير لأجل هذه الشخصية مواقف وأحداث الرواية من البداية وإما أن يفسد كل شيء.
- الاهتمام باختبار الوحدة البرمجية: كلما أردت عمل كود أكثر كفاءة، فيجب عليك الاهتمام بإجراء اختبار الوحدة البرمجية وإن تطلب الأمر المزيد من الوقت وكان موعد تسليم المشروع قد اقترب، لأنه ببساطة يصيغ رؤية العملاء لك.
- أحب عملك واجعل له هدفا أسمى من مجرد جمع المال حتى تستطيع منحه ما يستحق من الجهد والوقت، وإلا فقد لا يثبت هدف جمع المال والشهرة أمام عقبات الطريق فتخسر جهدك ووقتك ولا تجني المال. أما إذا وضعت هدف سامي نصب عينيك كإيجاد حلول تساعد البشر وتسهل لهم مختلف أمور حياتهم فستصبح البرمجة جزء من كيانك ومتعة تفوق متعة المال والشهرة ولا تعارض تواجدهم.
- اتخذ موجها ومرشد لك من أصحاب الخبرة واعمل معه أو له واستفد من خبراته.
- التخصص في مجال يساعدك على الإبداع والتميز، فعلى سبيل المثال يمكنك التخصص في الصفحات الأمامية أو الخلفية أو واجهة الموبايل أو سطح المكتب.
إن البرمجة مجال خاص يحتاج إلى مزيد من العلم والعمل والتدريب المستمر، حتى يسهل فيه العمل عليك، ويصبح قريبا إلى قلبك. فما تلبث أن تمنحه المزيد من الوقت والجهد. وتحقق من خلاله أهدافك وعلامتك الخاصة.
المراجع:
كيف تختار دورات التعلم عن بعد؟ وأهم مواقع التعليم عبر الإنترنت
بدأت الحاجة إلى نظام الدورات الإلكترونية منذ عدة عقود عندما أصبحت مجالات العمل في حاجة إلى العديد من المهارات المتطورة التي لم تكن بالضرورة ضمن المناهج الدراسية في ذلك الوقت. ثم تطور الأمر لتصبح دورات التعلم عن بعد متنفسا للعديد من الأشخاص الذين يريدون اكتساب مهارات جديدة تساعدهم على البدء بالعمل أثناء الدراسة، أو القيام بعمل إضافي إلى جانب وظائفهم، أو حتى تغيير مجال عملهم بالكامل. ونتيجة لتفاعل الأفراد والمؤسسات مع الثورة التكنولوجية الهائلة في مجال الدورات الإلكترونية واتجاه العالم إلى التعليم عن بعد لا سيما خلال فترة جائحة كورونا، زاد عدد الدورات التدريبية عبر الإنترنت إلى حد الازدحام وأصبح من الضروري وضع بعض المعايير التي تساعدنا في اختيار الدورات التدريبية الأنسب والأكثر نفعا لنا..
كيف تصبح إنستجرامر ناجحا؟
كيف تصبح إنستجرامر ناجحا؟ سؤال يجب أن يجيب عليه كل صاحب حساب على الإنستجرام.
فحتى لو لم يكن هدفك من إنشاء حساب على الإنستجرام هو الربح فمن المؤكد أنك تحب أن يكون حسابك ناجحا. فمن منا لا يحب أن يرى إعجاب الآخرين بعمله، لا سيما إن كان هذا العمل يعتمد على كل ما هو إبداعي وخلاق. ومن المثير حقا أنك حتى وإن لم تكن تسعى في البداية إلى الربح فإن نجاح موقعك سيجعل الربح يسعى إليك، لاستثمار هذا النجاح.
كيف تنجح في العمل عن بعد؟
بينما يسألك المسؤلون في العمل التقليدي عما تحمله من مؤهلات للحصول على وظيفة ما؟ نسألك في العمل الحر؛ ما الذي يمكنك تقديمه؟ فكل مجال على الإنترنت له من يحتاج إليه؛ ومهما كانت مهاراتك ونوعية الخدمات التي يمكنك تقديمها ستجد العمل المناسب لها. ولكن السؤال هو: كيف تنجح في العمل عن بعد؟
كيف تصبح يوتيوبر ناجحا في 2024؟
ارتبط اليوتيوب كعمل إعلامي بمجالات الحياة العامة بشكل كبير لا سيما في الفترة الأخيرة، حيث أصبح من السهل على كل أحد أن يتواصل مع الآخرين ويعرض ما لديه من مواهب ومهارات وخدمات وأن يكوِّن لقناته جمهور. وربح اليوتيوب من وراء الإعلانات التي يعرضها على هؤلاء الجماهير وجعل جزء من هذه الأرباح لأصحاب القنوات والفيديوهات التي تعرض تشجيعا لهم على الاستمرار وتقديم المزيد والأفضل، وبدأ البعض يتخذ من اليوتيوب مصدرا حقيقيا للدخل أو بجانب مصادر أخرى، وظهرت في حياتنا الحديثة مهنة جديدة تماما وهي مهنة اليوتيوبر.
